بيروت: «الخليج»، وكالات
احتدم القتال في جنوب لبنان، أمس الأحد، مع تراجع الآمال بقرب التوصل إلى وقف إطلاق النار، وجرت اشتباكات عنيفة وجهاً لوجه بين مقاتلي «حزب الله» على أطراف بلدة البياضة في القطاع الغربي، كما اندلعت اشتباكات مماثلة في بلدة الخيام التي تمكنت قوات إسرائيلية من دخول بعض أحيائها الشرقية والجنوبية تحت وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي، بالتزامن مع هجوم صاروخي كبير شنّه «حزب الله» على شمال ووسط إسرائيل.
أصيب عدد من الإسرائيليين واندلعت حرائق كبيرة وحدث دمار كبير في المدن الرئيسية على طول الساحل الغربي بسبب القصف من لبنان، في حين اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن استهداف الجيش اللبناني يمثل رسالة إسرائيلية مباشرة لرفض وقف إطلاق النار.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في بلدة يارون الجنوبية بالتزامن مع إطلاق صواريخ باتجاه تجمعات عسكرية في مستوطنة أفيفيم. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جرى إجلاء لجنود إسرائيليين أصيبوا في مواجهات مع «حزب الله» في الجنوب. وفي بلدة الخيام تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في الأحياء الجنوبية والشرقية للبلدة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي عنيف. كما استهدف القصف المدفعي الأحياء الشمالية والشرقية المحاذية لبلدة إبل السقي. وأعلن «حزب الله» أنه دمر، أمس الأحد، ست دبابات ميركافا إسرائيلية في جنوب لبنان، خمس منها عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة. وأضاف أنه استهدف بصاروخ موجه دبابة «عند الأطراف الغربية لبلدة دير ميماس».
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنه تم إطلاق أكثر من 250 صاروخاً منذ الصباح من لبنان باتجاه إسرائيل. وأعلن عن توقف حركة الطيران في مطار بن غوريون شرق تل أبيب إثر إطلاق صواريخ من لبنان.
ومن جهته، أعلن «حزب الله»، أمس الأحد، استهداف قاعدة أسدود البحرية على بعد 150 كم للمرة الأولى بالمسيّرات، مؤكداً إصابة الأهداف بدقة. كما أعلن «حزب الله» قصف «هدف عسكري» في مدينة تل أبيب وقاعدة استخبارات عسكرية قربها (قاعدة غليلوت - مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200)، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وذلك غداة غارة إسرائيلية عنيفة على وسط العاصمة اللبنانية بيروت أودت بحياة 29 شخصاً على الأقلّ. وأفادت مصادر إسرائيلية بإصابة 9 أشخاص جراء الرشقات الصاروخية الأخيرة التي أطلقها«حزب الله». وهناك حديث عن إصابة مباشرة في«بتاح تكفا». وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نحو 4 ملايين إسرائيلي دخلوا الملاجئ نتيجة الصواريخ من لبنان. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أمس بتسلل 3 طائرات مسيّرة من لبنان إلى مناطق الجليل شمال إسرائيل، وأنه تم اعتراض إحداها. وذكر الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار دوت في منطقة عرب العرامشة والجليل الأعلى والجليل الغربي شمالي إسرائيل بعد رصد أهداف جوية اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي قادمة من لبنان.
يأتي ذلك بينما أعلن الجيش اللبناني مقتل جندي وإصابة 18 آخرين بجروح باستهداف إسرائيلي لمركزهم جنوب مدينة صور في جنوب لبنان.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان» استهداف إسرائيل مركزاً للجيش اللبناني في الجنوب وسقوط ضحايا يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701». وأضاف«هذا العدوان هو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان».
في غضون ذلك، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية وعلى مناطق أخرة في الجنوب والبقاع. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، «الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارتين عنيفتين على الضاحية الجنوبية لبيروت - منطقة الكفاءات»، مشيرة إلى أن«الغارتين تسببتا بدمار هائل على رقعة جغرافية كبيرة». وكان الجيش الإسرائيلي أنذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها الفوري تمهيداً لقصفها، زاعماً أن نشاطات«حزب الله»تجبره على العمل بقوة ضده في المناطق التي يتم إنذارها.
إلى ذلك، أعلن«حزب الله»، أن مقاتليه تصدوا لطائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع«هرمز 450» في أجواء منطقة البقاع الغربي. وأشار البيان إلى أن العملية تمت باستخدام صاروخ أرض-جو، ما أجبر الطائرة على مغادرة الأجواء اللبنانية. وذكرت التقارير أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات عنيفة على قرى بعلبك الهرمل شرقي لبنان.
0 تعليق