تحقيق: شيخة النقبي
تنطلق امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجاري 2024-2025، بعد الأربعاء 27 نوفمبر الجاري، لطلبة المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم.
وباقتراب وقت الامتحانات وبدء الطلبة بالاستعداد لها، بدء الشعور بالقلق والتوتر، لهذا يتساءل الكثير عن كيفية الاستعداد للامتحانات بأفضل الطرق وتنظيم الوقت لتحصيل أعلى الدرجات والمذاكرة بسهولة، وهناك وسائل كثيرة للاستعداد للامتحانات من ضمنها إدارة الوقت واستثماره بالطرق الصحيحة، عن طريق تقسيم الوقت بين المراجعة وأخذ قسط من الراحة، ووضع جدول للمراجعة، ومن الضروري الانتباه إلى وضع جدول زمني قابل للتطبيق لمراجعة جميع المواد، على أن يتخلله أوقات للراحة، للمساهمة في تنشيط العقل.
«الخليج» التقت عدداً من المختصين ومديري المدارس ومدرسين تحدثوا عن الاستعداد الجيد للامتحانات، حيث قالت الأخصائية النفسية أمينة الحمادي: «يستعد الطلبة في الفترة المقبلة للامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول، وقد يواجه العديد صعوبات قبيل هذه الفترة منها الدراسية والاجتماعية وحتى النفسية، ولكي يتغلب الطلبة على الصعوبات الدراسية يجب عليهم الالتزام بالحضور وعدم التغيب لحضور المراجعات النهائية التي يقوم بها المعلمون والمعلمات لتأكيد فهم الطلاب المنهاج الدراسي، ومن المهم أن يقوم كل طالب بوضع جدول يومي للدراسة وتقسيم المادة إلى أجزاء صغيرة مع ضرورة وجود أوقات للاستراحة، ويمكن الاستعانة بالبرامج التقنية المختلفة مثل برامج الذكاء الاصطناعي لشرح الدروس الصعبة، ومن المهم تجنب الصعوبات الاجتماعية التي تتمثل في الضغط العائلي على الطلبة ورفع أو حتى خفض التوقعات الأكاديمية على الطالب، ومقارنة الطالب بإخوته أو أصدقائه مع الظن أن هذا الأمر يشجع الطالب وهو بالعكس يقوم بتحطيم معنويات الطالب».
دور الأسرة
وأضافت، من الضروري التأكيد على دور الأسرة في تحفيز الطالب للدراسة بتوفير جو من الهدوء والاستقرار الأسري البعيد عن المشاحنات أو الكلمات المحبطة، والتأكد من حصول الطالب على الغذاء المتوازن وساعات النوم المناسبة، ويمكن أن يكون هناك بعض الصعوبات النفسية على الطالب مثل قلة ثقته بنفسه أو قلة دافعيته للتعلم، ونعود هنا لدور الأسرة ودور الطالب نفسه بوضع المحفزات المعنوية والعبارات الإيجابية لنفسه باستمرار وحتى كتابتها ووضعها أمامه وقت الدراسة، مثل أنه سيحصل على أعلى الدرجات وأنه يستحق المركز الأول وأنه مميز ورائع ويمكنه تحقيق جميع أهدافه.
الاستعداد للاختبارات
ونصح الخبير التربوي فراس صلاحات الطلاب بالبدء في الاستعداد للاختبارات بفترة زمنية كافية لتجنب الشعور بالقلق الناتج عن ضيق الوقت، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع جدول زمني للدراسة، يتم فيه تخصيص الوقت اللازم لكل مادة وفقاً لحجمها والأيام المتبقية قبل موعد الاختبار.
وأوضح أن هنالك 7 نصائح مفيدة للاستعداد للاختبارات وهي: تنظيم الوقت بإعداد جدول أسبوعي يُنظم وقت المذاكرة، مراعاة الأنشطة اليومية الأخرى بحيث يشمل ساعات النوم لضمان تحقيق التوازن، والاعتناء بالنفس بالالتزام بنظام غذائي صحي، والحصول على نوم كاف من الأمور الأساسية أثناء فترة الامتحانات، كما يُنصح بممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي السريع لزيادة التركيز وتحسين الأداء، وتنويع أماكن الدراسة حيث إن تغيير مكان المذاكرة من وقت لآخر سواء كان داخل المنزل أو في مكتبة المدرسة أو في مكان هادئ آخر يساعد على تحسين استيعاب المعلومات وربطها بالمكان مما يسهل استرجاعها لاحقاً، والدراسة على فترات متقطعة بأخذ فترات راحة بين جلسات المذاكرة لتعزيز القدرة على التركيز لأن الدراسة لفترات طويلة دون انقطاع قد تؤدي إلى الإرهاق وضعف الاستيعاب، لذلك يُفضل تقسيم الوقت إلى جلسات قصيرة.
ترسيخ المعلومات
وتابع: البدء المبكر في الدراسة حيث يُفضل ترك الليلة التي تسبق الاختبار لمراجعة النقاط الأساسية والتأكد من تثبيت المعلومات، كما يُنصح بالنوم مبكراً لضمان التركيز الكامل في يوم الاختبار، وطلب المساعدة عند مواجهة صعوبة في فهم موضوع معين، ويُفضل التوجّه إلى أستاذ المادة، أو أحد الزملاء، أو أفراد العائلة للحصول على شرح مبسط يُساعد في ترسيخ المعلومات، كما يمكن استخدام الأسئلة التي يطرحها الآخرون لتقييم مستوى الاستعداد، وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب وتعزيز وظائف الدماغ، مما يساعد على أداء أفضل أثناء التحضير والاختبار.
استرجاع الدروس
وأكدت المعلمة ذكرى اليافعي ضرورة التخلص من المشتتات لتسهيل استرجاع الدروس، ومراجعة الملاحظات الجانبية للمدرسين، حيث يحرص العديد من المدرسين على إعطاء بعض الملاحظات الخاصة بالامتحانات أثناء شرح الدروس، مثل شكل بعض الأسئلة التي يمكن أن تأتي في الامتحان والإجابة النموذجية لها، وتخيل مبدئي للامتحان، ومن المهم الحصول على عدد ساعات كافية من النوم والتغذية الجيدة، مشيرة إلى أنه مع اقتراب موعد الامتحان يبدأ بعض الطلبة بالشعور بالتوتر والقلق الذي من الممكن أن يؤثر سلباً في أداء الامتحانات بشكل صحيح، مؤكدة على الحرص على التدريب على الامتحانات عن طريق نماذج سابقة للتعرف على الأشكال المختلفة للأسئلة.
التوتر إيجابي
وأوضحت الأخصائية النفسية فاطمة الصرايرة أنه ومع نهاية الفصل الدراسي الأول نلاحظ زيادة القلق والتوتر وتأثيره على سلوك الطلبة، ولذلك يقوم الأخصائيون النفسيون في المدارس الحكومية بإعطاء توجيهات وإرشادات وتهيئة الطلبة للاستعداد النفسي وأهمية المحافظة على الصحة النفسية لما لها دور في المذاكرة، ويعد التوتر إيجابياً أي شكلاً طبيعياً يعطي دافعاً للطلبة للدراسة، فالتوتر يزيد من الإنتاجية لكن التوتر العصابي أو القلق العصابي يعطي نتائج سلبية ولا يعطي نتيجة إيجابية للاختبارات، وبالتالي يجب على الطالب الالتزام بالآتي: تهيئة الغرفة أو زاوية دراسية بطريقة مريحة بعيدا عن المثيرات التي تؤثر في الدراسة كالإزعاج أو الرطوبة في الغرفة الدراسية، وأيضاً الألوان المريحة للعين وهذه ما ركزت عليه الدراسات الحديثة، وأيضاً التغذية الصحية والابتعاد عن المنبهات والوجبات السريعة التي تؤدي إلى خمول الجسم، ويجب على الطالب والأهل التركيز على تقوية الجانب الروحاني للطالب كقراءة الأذكار وما قبل الامتحان لتحفيز هرمون الدوبامين والشعور بالسعادة والابتعاد عن تحطيم الطالب أو تخويفه بالأساليب التربوية غير الصحية أو التهديد أو العقاب بل تحفيزه وإعطاؤه الثقة، وأيضاً استشارة المعلمين في حال مواجهة الطالب صعوبات.
إطلاق مبادرات
وقالت المعلمة فدوى الزغل إنه في إطار الاستعداد للاختبارات النهائية في نهاية الفصل الدراسي، تقوم المدارس بتهيئة الأجواء والاستعداد لما قبل الاختبارات بتذليل كافة العقبات أمام الطلبة وأولياء الأمور لإتاحة الفرصة لهم لأداء الاختبارات بكل يسر وسهولة، بحيث يحقق الطالب الأهداف المرجوة من الفصل الدراسي بنجاح وتميز.
وأكدت أفضل المبادرات التي تم إطلاقها وذلك لنشر التوعية الكافية من جميع المعلمين والأخصائيين بكيفية المذاكرة الصحيحة والعادات السليمة ما قبل وأثناء الاختبارات في البيت، من خلال وسائل التواصل ومنصات الذكاء الاجتماعي، مشيرة إلى ضرورة إعداد ورش توعية بكيفية الاستعداد للاختبارات وتضمين أهم النصائح بإدارة الوقت وبالجهد.
التمكين الرقمي
ومن ضمن المبادرات التي أسهمت بنتائج عالية المستوى مبادرة التمكين الرقمية من خلال جدولة لجميع المراجعات للمواد الدراسية التي تحقق أهداف المنهاج وهيكلة وزارة التربية والتعليم، والتي ارتأت الهيئة التدريسية بجعل المبادرة واقعية وافتراضية من خلال قنوات (التيمز) بحيث يحظى ولي الأمر عن طريقة عرض المعلم للمراجعات وبدوره يتابع الطلبة في البيت، وقد اتضح أثرها على رفع مستوى الطلبة ومدى فاعلية نتائج المراجعات.
الدروس الخصوصية
وقال عدد من الطلاب ل «الخليج» إنهم يلجؤون للدروس الخصوصية، لرفع المستوى التحصيلي، وأشادوا بدور إدارات المدارس والمعلمين بوضع دروس خصوصية معتمدة من المعلم نفسه، والتي تكون يومية بحسب المادة التي سيختبرونها.
أشادت الطالبة مهرة يوسف بالدروس الخصوصية المعتمدة من المدارس، حيث إن الدروس الخصوصية المعتمدة من المدارس تساعد الطلبة على متابعة الدروس، خاصة أن الدروس الإضافية تكون من نفس المعلم الذي يدرس الطلاب طوال العام الدراسي.
وأضاف الطالب سالم علي: أتعاون أنا وزملائي مع معلمي المدرسة للمشاركة في الدروس الخصوصية، لاسيما أن أغلبية المعلمين يكون استعدادهم لتقديم دعم إضافي للطلاب، سواء داخل الحرم المدرسي في التعليم الحضوري، أو خلال الحصص عن بعد.
وقال الطالب محمد الزعابي: إن المستوى الدراسي لي متدنٍ نوعاً ما، إذ أنني أحتاج إلى دعم إضافي، وباتت الاستعانة بدعم خارجي أمراً ضرورياً، حيث لجأت إلى الاتفاق مع معلم ليعطيني الدروس الخصوصية لكل المواد وبشكل يومي، وتعد الدروس الخصوصية ظاهرة تنشط قبيل بدء الامتحانات خاصة في موسم الامتحانات النهائية من كل عام دراسي، بالذات لصفوف طلبة المدارس الخاصة.
0 تعليق