ناقش أكثر من ألفِ شخصيةٍ من مانحين وقادة من القطاع غير الربحي وأكاديميين وواضعي سياسات، محور «العمل الخيري الاستراتيجي: الجيل القادم» ضمن منتدى Talking Philanthropy 2024.
الحدث الذي نظمته «غلوبال فيلانثروبيك»، فتح أبواباً واسعة للحوار ومهّد طرقاً طموحة نحو مستقبل من العطاء المؤثر.
حضر المنتدى شخصيات بارزة مثل بان كي-مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وإدوينا غروزفينور، رئيسة المجلس الاستشاري للعطاء العالمي، وبدر جعفر، المبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية للإمارات، وألقى المنتدى الضوء على الاستراتيجيات الفعالة التي ستُعين الجيل القادم من المانحين على إنجاح مبادراتهم الخيرية وإحداث التغييرات الإيجابية.
وألقى بدر جعفر الكلمة الرئيسية في المنتدى، لافتاً إلى الثروات الهائلة البالغة 83 تريليون دولار التي ستنتقل إلى الجيل القادم في العقدين المقبلين، وشدد على الحاجة الملحة إلى إنشاء شبكات تعاونية أوثق ومنظومات حوكمة أقوى ومنهجيات واضحة لقياس آثار الأعمال الخيرية بالاستناد إلى بيانات فعلية.
وقال بدر جعفر: «مع الانتقال المُرتَقَب لهذه الثروات الضخمة، ستُضخ في سواعد الجيل القادم من المانحين قوة هائلة تجعلهم مستعدين لمعالجة أصعب التحديات الاجتماعية، من تغير المناخ إلى التفاوت في النمو الاقتصادي عبر المناطق المختلفة، وبتعزيز الثقة وتقوية أواصر التعاون وإنشاء الشبكات القادرة على الابتكار، سنضمن أن يغدو رأس المال الخيري دافعاً حقيقياً لتنمية البشرية جمعاء».
ودعا جعفر في كلمته إلى نهج عمل استشرافي، مشيداً بدور الإمارات المحوري في تحفيز العطاء الاستراتيجي، وقال: «تتمتع الإمارات بجميع المقومات المواتية التي تجعلها مركزاً عالمياً للعطاء، بموقعها الاستراتيجي وروحها الريادية المتّقدة ومنظومة حوكمتها المتبصرة، وببناء الشبكات والبنى التحتية العالمية المستوى، سنحصد بيئةً خصبةً يزدهر في ربوعها الخير والعطاء وتطول ثمارها الطيبة جميع أمم العالم».
وناقش المنتدى كذلك كيف تشكل مناطق مُعيّنة مثل آسيا والشرق الأوسط اليوم، مشهدَ العطاء العالمي في المستقبل، إذ أبرزت جلسةٌ خاصة بعنوان «عطاء الجيل القادم في الشرق الأوسط» الجهودَ التي تبذلها الإمارات لتوحيد مختلف أصحاب المصلحة والأطراف، من مكاتب عائلية إلى مؤسسات أكاديمية، في ظل رؤية مشتركة لتحقيق نتائج مستدامة.
وبيّن المتحدثون الفرصَ العظيمة المتاحة لدعم الجيل القادم من المانحين ومدّهم بالأدوات والشبكات وأطر الحوكمة المتينة الضرورية لمواجهة أصعب التحديات العالمية.
وأكّد بدر جعفر في حديثه أهمية الحوكمة القوية والشفافية والبيانات، مضيفاً: «دون أدلةٍ ونتائج يمكن قياسها، لن نصل إلى الأثر المنشود من العطاء مهما ارتفع سقف الطموح وحَسُنت النوايا، لذا يتحتم علينا في المقام الأول أن نبدأ بأطر حوكمة قوية يستند إليها عملنا الخيري، مع الاستثمار في ممارسات مبنية على بيانات واضحة تعين على اتخاذ قرارات مدروسة».
واختُتم منتدى Talking Philanthropy 2024 بالتزامٍ مشتركٍ من المجتمعين بتوثيق التعاون عبر القطاعات المختلفة لدعم الجيل القادم ومده بالأدوات والدراية التي يحتاجها لمواكبة التغيرات السريعة التي تُحرك بيئة العطاء والقطاع الخيري باستمرار.
أخبار متعلقة :